إذن العبادة والاتصال الروحي بالله الخالق الرحمن النَّاصر هي التي تقوّي الإرادة وتحقق الانتصار الداخلي، فعندما يقف الإنسان أمام خالقه ويقرأ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ الفاتحة / 5 ، فإليك يا رب وجّهت وجهي وأسلمت أمري وعبدتك وحدك وأنت الرب لا النفس ولا الهوى وبك أستعين على نفسي وعلى كل قوة تريد صرفي عن توحيدك وعبادتك وتريد أن تخرجني من دائرة رحمتك. هنا ترتبط النفس بخالقها في لحظة اتصال عظيمة تعطيها شحنات من العزة والقوة والمنعة لتجعل منها قلعة قوية في مواجهة الأهواء والغرائز.

ويتركز البحث في معركة الجهاد الأكبر وهو جهاد النّفس حول ماذا يصنع الإنسان ليفوز ويكسب هذه المعركة، فالأهواء كثيرة ونوازع النفس قوية إلى حد أنّها قادرة على جر صاحبها إلى مزالق الهاوية، فإذا هو أخلص عبوديته لله وحده فإنّه حينها يتحقق له الانتصار على كل النوازع المنحرفة ، ويتمكن من هزيمة الأهواء. والآية الكريمة تدعو المؤمنين وتحفزهم على الاستعداد الدائم للمحافظة على الصلاة وإقامتها كما أراد الله تعالى والحفاظ على أوقاتها وشروطها، وإنّ الذي يصل إلى درجة الخاشعين هو الذي تسهل عنده الطاعات ولا يرى لها ثقلاً ولا صعوبة، وذلك لأنَّ الخاشعين قد وطَّنوا أنفسهم على مرضاة الله وحملوا أنفسهم على الطاعات، وصارت عندهم الصلاة كبيرة عظيمة بما تحمل من أهداف ومعانٍ ساميةٍ، فهم يرتاحون إليها ويسارعون إليها ودائمون عليها ويتلذذون بها، لأنَّ فيها اتصالاً بالله رب العالمين الرَّحمن .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
♥ ♥ ♥ يمكنك كتابة تعليق - واسمك اذا أردت - ثم اختار من اسفل مربع التعليق كلمة التعليق باسم منها تختار حساب الكتروني او مجهول اذا لم يكن لك حساب الكتروني ، جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، يمنع نشر التعليقات ذات الروابط الدعائية أو تعليقات بإسلوب غير لائق لايتناسب مع الذوق العام --------------------------- .♥ ♥ ♥ ( تحياتي وأحترامي للجميع ) ♥ ♥ ♥
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------