أي شيء عرف من لم يعرف الله ورسله ، وأي
حقيقة أدرك من فاتته هذه الحقيقة ، وأي علم أو عمل حصل لمن فاته العلم بالله
أصل الدين معرفة الله، لأن المسلم إن عرف
الله ثم عرف أمره فإنه يتفانى في طاعته ، وكذلك رؤية النفس على حقيقتها ومدى ضعفها
وحاجتها إلى مولاها, وبقدر المعرفة تكون العبودية
وهو - بحق – أفضل ما اكتسبته القلوب وحصلته
النفوس وأدركته العقول ، وليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شيء من
الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ... إنها
مقولة نورانية من طبيب القلوب العلامة الحبر شمس الدين ابن القيم رحمه الله ،
تذكرتها وتأملتها في ظل عصرنا هذا الذي تنوعت فيه المعارف ، وتعددت فيه المشارب ،
وأصبح العالم يقذف إلينا كل يوم معلومة جديدة ، واكتشاف حديث .
إن القلوب إذا لم يحركها حادي معرفة الله عز
وجل وتعظيمه ، فإن العطب سيتمكن منها ، والران سيكسوها ، فأي شيء يريده قلب لم
يتعرف على الله عز وجل.
إن الحياة المادية إذا استغرقنا فيها
وابتعدنا عن تذكير القلوب بهذا المعنى المهم ( معرفة الله ) فإننا ولا
شك سنستجلب الهموم والغموم ، ونبتعد عن التوفيق ، بل وعن لذة الحياة ، فأي لذة في
حياة من لم يتعرف على الله ، أو غفل عن سبل معرفته .
إن روح المؤمن إذا لم يحركها حادي الشوق
إلى لقاء الله ، والتعرف عليه عز وجل ، بالقراءة في أسمائه
وصفاته ، وتدبر كتابه ، فأي حادي سيوصلها إلى غياتها بعد ذلك !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (
والعلم بالله يراد به في الأصل نوعان ) :
أحدهما : العلم به نفسه ، أي بما هو متصف به
من نعوت الجلال والإكرام ، ومادلت عليه أسماؤه الحسنى .
وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لامحالة ، فإنه لابد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته ، ويعاقب على معصيته ...
والنوع الثاني : يراد بالعلم بالله : العلم بالأحكام الشرعية من الأوامر والنواهي ، والحلال والحرام ...)
وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لامحالة ، فإنه لابد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته ، ويعاقب على معصيته ...
والنوع الثاني : يراد بالعلم بالله : العلم بالأحكام الشرعية من الأوامر والنواهي ، والحلال والحرام ...)
وقال رحمه الله ، في كلام بديع عن معرفة الله
عز وجل :
ان اللذة والفرحة وطيب الوقت والنعيم الذي
لايمكن التعبير عنه إنما هو في معرفة الله – سبحانه وتعالى – وتوحيده والإيمان به
... ( وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه ،
ولاتمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه ) . وقال رحمه الله: ( والعبد كماله
في أن يعرف الله فيحبه ، ثم في الآخرة يراه ويلتذ بالنظر إليه )
كيف تتعرف على الله عز وجل . . . ؟
هو سؤال كبير وهام ، ينبغي أن يكون
شغلنا الشاغل خصوصا في ظل هذا البحر المتلاطم من الفتن ، ولعل الأصول الثلاثة التي
يدور حلوها الجواب هي :
1- تدبر القرآن الكريم ،
كلام الله عز وجل الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه .
2- العيش مع أسماء الله الحسنى وصفاته
العليا ، وتعلمها ، وتأملها ، وتدبر آثارها على حياتك .
3- كثرة العبادة وخصوصا عبادة التفكر
والتقرب إلى الله عز وجل بأنواع العبادات .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
♥ ♥ ♥ يمكنك كتابة تعليق - واسمك اذا أردت - ثم اختار من اسفل مربع التعليق كلمة التعليق باسم منها تختار حساب الكتروني او مجهول اذا لم يكن لك حساب الكتروني ، جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، يمنع نشر التعليقات ذات الروابط الدعائية أو تعليقات بإسلوب غير لائق لايتناسب مع الذوق العام --------------------------- .♥ ♥ ♥ ( تحياتي وأحترامي للجميع ) ♥ ♥ ♥
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------