صورة الموناليزا

سمعت أنكم تشترون اللوحات بملايين الدولارات فأحببت أن أوفر عليكم أموالكم فها هي صورتي  أهديكم إياها بالمجان فتلك الموناليزا كاذبة ومن وحي فنان ماجن كان قد أشترى علبة ألوان وريشة ورسم وجها عاديا ولو أنه كان يعلم أنها سوف تباع بعشرة دنانير لرسم ألفا منها ولكنه يعلم أنها بائسة مزيفة فلم يرسم إلا واحدة ولم يحتفظ بها حتى.
وأما صورتي فقد نحتتها ليالي الخوف  والرعب وظلم الظالمين على مدار السنيين، فتلك عيوني تأملوها سترون فيها طائرات حربية ومدافع  مجرمة يخرج منها الموت والخراب والدمار  وذئاب تلبس بدل عسكرية في يدها بندقية تقتل كل من نادى حرية حرية ،وكذلك سوف تسمعون ! نعم فانا لوحة ناطقة فلا تستغربوا فسوف تسمعون  بكائي ومرارة أيامي ونحيبي على أحباب فقدتهم وذهبوا ولم اودعهم  وعلى لعبتي التي حرقت أو تحت الأنقاض قد دفنت.
تأملوا وجهي جيدا سترون الخيبة والحسرة والعتاب والحزن والشقاء والبؤس والانتقام والتحدي والقهر والألم والأوجاع    قد اجتمعوا في  عيني وتحت  حاجبي .
حسرة وخيبة وعتاب  على أمة كبيرة لم تنصر طفلة صغيرة
وشقاء وبؤس وقهر لسجان يمنعني من اللعب ومن الحياة ومن الفرح  ويقتلني ويحاصرني فلعبتي تقف على حدود عربية وأخرى يهودية، ممنوعة من الدخول وأنا كذلك لا استطيع لها الوصول.
وتحدي وانتقام من اؤلئك المجرمين فيومهم قادم وأنا للذي لا يعرفني بنت فلسطين يلين الحديد ولا ألين.
ولون الدماء في وجهي وشكله، كأنه  نهر من العذاب قد شق طريقه بين ثنايا وجهي وإنحناءآته ،يصب في قلب لن يرحم وذاكرة لن تنسى.

فهل قبلتم هديتي  أم أن الزيف أجمل وتلك الموناليزا لكم أكمل وأفضل فشرائها والحديث عنها يرضي ذلك السيد ،
ويجعلكم مثقفين مبدعين تقدميين متحضرين  واصحاب ذوق رفيع وداعميين للسلم وللفن، فهنيئا لكم فنكم وسلمكم
ولسوف تذكرون صورتي ولوحاتكم ولسوف تعلمون أنني كنت خيرا لكم، ولن اقول تبا لكم بل سادعوا آلله أن يهديكم.
# بقلم :  محمد أبو صفية

الكاتب | كلمـات دوت كـوم

شعار المـوقـع | دع ابداعك يتحدث عن نفسه ( كن مع الله يكن الله معك )