البطــاقة .. لا تزال .. في جيبـي
شاب عادى .. زى أى شاب
هبدأ الحكاية من البداية
يستعد للخروج ... فقد أستيقظ من النوم بعد الظهر كعادته
الموبايل يــــرن
المتصل .. أميرة ... ؟؟ يتجاهل الأتصال و يقول بنبرة جافة
رنى للصبح ..انا مش فاضى ليكى
بعد لحظات يرن الموبايل مرة أخرى
المتصل سارة ... يبتسم و يرد بنعومة
يبدأ بكلماتها الرقيقة التى تنافس أى أديب بارع لنسج شباكه حول ضحيته الجديدة
دخل شرفته والسيجارة فى يده و كوب الشاى.. وأندمج فى المكالمة
بعد ساعة انتهى و استعد للنزول للقاء أصدقائه
انضم إلى مجموعة أصدقائه و كالعادة يتجولون فى الشوارع و المولات دون أى هدف
ويمارس هوايته فى معاكسة البنات هو و أصدقائه
حتى المنقبات لا تسلم من لسانه السليط
ينتهى بهم المطاف إلى الكافية Café الذى أعتادوا الجلوس فيه
الشيشة لا تفارق فمه
بعد ساعات يعود للمنزل تنتظره والدته على الغذاء
يتذمر على أنواع الأكل الموجود ... و ينسحب غاضباً و يتمتم بكلمات تعودت عليها أمه
يدخل حجرته و يرفع صوت الأغانى الصاخبة
بعد ساعات يخرج من حجرته و قد أرتدى ملابسه ويغادر المنزل
ينتظره أصدقائه أمام السينما
هو أحد هؤلاء الشباب المتكدس عند شباك التذاكر ...
وكأن السينما هى التى توزع المال
بعد انتهاء الفيلم يخرج هو و أصدقائه
بالخارج صديقهم العائد لتوه من مارينا
حيث كان يحضر حفلة نجم الجيل وبدأ يعرض صورالحفلة التى ألتقطها بالموبايل
ملحوظة هذه الصورة ليست لموسم الحج .. انها لحفلة . . . .
يصبح فى ندم لأنه فاته هذا الحدث الضخم ...
و يسب أمه لانها لم توافق على ذهابه
يتوجهون الآن إلى منزل صديقهم حيث اعتادوا قضاء باقي السهرة
ولكنه لديه مبدأ هام فى هذا النوع من السهرات.. لا للمخدرات
انتظر
هو لا يعتبر الحشيش من المخدرات مثل معظم الشباب
لذلك يدخن الحشيش
تبدأ السهرة و تعلو الضحكات
تنتهى السهرة قبل الفجر بساعة
يعود إلى منزله وهو مشوش بعض الشئ من أثر الحشيش
والدته فى أنتظاره ... تعاتبه على هذا التأخير
ينفع كده يا أبنى كل يوم تيجى وش الفجر
لا يرد .. لأنه اعتاد على هذا الأستقبال اليومى
الأم تستمر فى عتابها
يا ابنى اتقى ربنا ... انت مش مسلم
يصيح ملوحاً بيـــــده
أنا مسلم ونص .
صوته يعلو ليخترق سكون الليل ... و يضع يده فى جيبه و يخرج البطاقة
يقول لأمه بلهجــة شديـدة قاســـــــية
شوفى البطاقـة مكتوب فيها أيه
..
مكتوب فيها مسلم ولا مش بتعرفى تقرى اختنقت الكلمات فى حلق والدته ..
بينما تكلمت دموعها .. واخذت تبكى بحرقة
دخل غرفته غير مبالى بدموعها
اغلق باب حجرته و كعادته جلس امام الكمبيوتر
فلقد أصبح خبيراًً بالمواقع الأباحية ... ويقضى سهرته أمامها
بعد ساعة أستسلم للنوم و رحل فى نوم عميق جداً .....
يسمع هو أصوات غريبة ... لا يرى غير ظلام دامس و صوت حاد يقول
مــن ربـــك
مـــا دينـــك
مـن نـبيـــك
يتلعثم فى الأجابة لا يستطيع أن ينطق
و يصرخ فهو لا يعرف الاجابة
بدأ يبحث فى جيوبه عن البطاقة
لا يجد البطاقـة فى جيبه ...
و الدليل الوحيد على أنه مسلم هو البطاقة
صرخة مدوية .. يتبعها صمت طويل جداً جداً
يستقيظ هو مفزوعاً .. لقد كان كابوساً
قلبه يدق بقوة .. ودموعه تنهمر...
يتخبط فى طريقه نحو باب الغرفةلم يكن يدور فى رأسه إلا شئ واحد فقط
يريد ان يسجد .. يريد ان يبكى .. يريد ان يعترف بذنبه
يتلفت حوله فهو لا يعرف أتجاه القبلة
يصيح بصوت خافت تخنقه الدموع
يا خيبتى يا خيبتى .. بقالى 22 سنة فى البيت ومش عارف إتجاه القبلة
يبكى كالطفل الصغير التائه ... اخيراً تقع عينيه على سجادة مفروشة على الأرض
يهرول مسرعاً يسجـــد ..
يضع جبينه على السجادة ليشعر بها مبللة
على الفور يُدرك أنها دموع أمه ...
التى كانت تبكى وهى تناجى ربها منذ لحظات بعد عراكه معها
ازدادت ثورته .. صرخ فى صمت .. اهتز له كل جزء من جسده
يا رب  البطاقة ليست فى جيبى البطاقـة فى قلبى

الخلاصــــــــة
معظم شباب المسلمين لا يربطهم بالإسلام سوى خانة الديانة فى البطاقـة الشخصية
لو أردنا التقدم و العزة يجب أن تكون البطاقة فى قلوبنا .. وليست فى جيوبنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
♥ ♥ ♥ يمكنك كتابة تعليق - واسمك اذا أردت - ثم اختار من اسفل مربع التعليق كلمة التعليق باسم منها تختار حساب الكتروني او مجهول اذا لم يكن لك حساب الكتروني ، جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، يمنع نشر التعليقات ذات الروابط الدعائية أو تعليقات بإسلوب غير لائق لايتناسب مع الذوق العام --------------------------- .♥ ♥ ♥ ( تحياتي وأحترامي للجميع ) ♥ ♥ ♥
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------